من إدارة خطوط الإنتاج الضخمة وإجراء العمليات الجراحية الدقيقة إلى قيادة السيارات الذكية والمساعدة في الأعمال المنزلية اليومية، أصبحت الروبوتات جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، ويتزايد دورها بشكل مستمر.
في خطوة مبتكرة، يسعى فريق من العلماء من المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في لوزان إلى تطوير روبوتات يمكن أن تصبح جزءًا من النظام الغذائي البشري، بحيث تكون صالحة للأكل تمامًا دون أي آثار جانبية.
ورغم أن الروبوتات الحالية غير صالحة للأكل بسبب تركيبها غير العضوي وعدم قابليتها للتحلل البيولوجي، فإن الأبحاث الحديثة في هذا المجال أظهرت نتائج مشجعة. ومن بين الفوائد المحتملة لهذه التقنية:
- تقليل النفايات الإلكترونية.
- توصيل الأغذية والأدوية إلى الأشخاص في المناطق النائية.
- مراقبة الحالة الصحية.
- فتح أفق جديد في عالم الأطعمة والنكهات والوصفات.
يقوم العلماء بدراسة إمكانية تحقيق هذه الفكرة وتجاوز التحديات التقنية المرتبطة بها، كما أوضحت دراسة حديثة نشرت في مجلة "ناتشر ريفيوز ماتريالز" بعنوان "نحو روبوتات صالحة للأكل ووجبات روبوتية".
يقول داريو فلوريانو، مدير مختبر الأنظمة الذكية في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا والباحث الرئيسي في الدراسة: "إن دمج الروبوتات بالأطعمة هو فكرة مبتكرة ويمثل تحديًا كبيرًا".
فلوريانو يقترح استخدام مكونات صالحة للأكل لصنع أجزاء الروبوت، موضحًا: "ما زلنا نبحث عن المواد الصالحة للأكل التي يمكنها أن تحل محل المواد التقليدية غير الصالحة للأكل".
ويقدم أمثلة على ذلك باستخدام الجيلاتين كبديل للمطاط، وبسكويت الأرز كبديل للرغوة المستخدمة في الروبوتات، وشريط الشوكولاتة لحماية الأجزاء في البيئات الرطبة، وخليط النشا وحمض الطنطاليك كمادة لاصقة.
يقول الباحث بوكين كواك، أحد المشاركين في الدراسة: "هناك الكثير من الأبحاث حول المكونات الصالحة للأكل لصنع المحركات وأجهزة الاستشعار والبطاريات". هذه المواد يمكن أن تشكل أجزاء الروبوت وتكون صالحة للأكل تمامًا.